أخر الاخبار

عشرون عاما على غزو العراق تاريخ أليم ونتائج مروعة

عشرون عاما على غزو العراق تاريخ أليم ونتائج مروعة

بعد انقضاء عشرون عاما على غزو العراق عاد إلى أذهاننا تعهد الولايات المتحدة الأمريكية بتخليص الغرب من صدام حسين، وإفراغ خزينته من أسلحة الدمار الشامل، بحجة أن هذه الأسلحة يقوم بتطويرها صدام حسين وقد تشكل تهديدا على المملكة المتحدة والحلفاء.

ففي 20 أذار من عام 2003 شن جورج دبليو بوش حربا ضد العراق بدعم من بريطانيا، وخلال عدة أسابيع أعلن انتصاره، في الواقع لم تنتهي الحرب وقتها ولم يجد جورج دبليو بوش ماكان يبحث عنه.

لاوجود لأسلحة دمار شامل، واستمر العنف والنزاع لسنوات طويلة خسر الكثير من المدنين العراقيين أرواحهم، فقد قدر عدد القتلى حوالي 209982 قتيل على مدى الأعوام حسب الأرقام المسجلة.

الآثار الناتجة عن حل الجيش العراقي

كما اعترف "بول بريمر" الحاكم العسكري الأمريكي أثناء الغزو بإرتكابه أخطاء قاتلة منها القرار المتسرع الذي أصدره بتفكيك حزب البعث العراقي وحل الجيش العراقي، حيث منح مسؤولية تنفيذه إلى المسؤولين السياسيين العراقيين الجدد الذين أتوا مع المحتل و قاموا بتنفيذه بشكل إنتقامي وشخصي ضد القيادات العراقية التي كانت في مناصب مهمة في هيكل نظام حكم صدام حسين.

ومن وجهة نظر الكثير من المواطنين العراقيين الساخطين على الواقع العراقي الحالي فإن هذه الحقبة الزمنية المؤلمة من تاريخ العراق أدت إلى مآسي وتدمير مقدرات وثروة العراق، وتنامي مؤشر الفساد الذي وضع العراق حالياً في أعلى سلم الفساد الذي طال كافة الأصعدة، وبالنظر إلى مؤشر التنمية الذي تراجع بشكل كبير وأدى إلى زيادة نسبة الفقر وإنخفاض الدخل لدى المواطن.

الاغتيالات كأثر مهم للغزو

ومن الجوانب الأخرى التي كانت من آثار الغزو فوضى تشكيل المليشيات الطائفية التي في الغالب تنفذ أجندة خارجية متورطة في الحرس الثوري الإيراني، والتي وجهت عنفها وقامت بعمليات تصفية في فترة  عصيبة ضد العلماء العراقيين والطيارين وأساتذة الجامعات، وهم ثروة وطنية كانت مضرب مثل في المجتمع العراقي بخبراتهم المشهود لها عالمياً.

كما طالت عمليات الإغتيال أمير الأطباء ثم قادت هذه الكوارث إلى هجرة باقي الكوادر العلمية المميزة خارج العراق، لتسجل خسارة أخرى للعراق.

وقد أدت هذه الفوضى الأمنية إلى ظهور تنظيمات إرهابية في المقابل مثل القاعدة و تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي انشق عن فرع تنظيم القاعدة ليظهر بشكله الرسمي خلال عام 2006، وتوسع حتى خارج العراق إلى بلدان مثل سوريا ومصر وليبيا.

ومايزال لغز إحتلاله لمدينة الموصل يثير جدلاً بين الأوساط العراقية، وتوجه تهم لحكومة رئيس الوزراءالعراقي "نوري المالكي" بتقديم تسهيلات من خلال سحب القوات العشوائي وبذلك وجد تنظيم داعش الطريق سهلاً لإحتلال الموصل وإرتكاب مجازر مثل مجزرة "سبايكر".

وتردد بعض الأوساط الإعلامية أيضاً وقوف إستخبارات غربية وراء صعود قوة التنظيم خلال فترة وجيزة هدفها إدامة حالة الفوضى لتكون ذريعة التدخل لمحاربة الإرهاب جاهزة في كل وقت تخدم مصالحها في إستنزاف ثروات البلاد وإضعاف الدول.

إقرأ أيضا: زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا ورفع علاقات التعاون.

فشل ادارة بوش في إعمار العراق

هكذا صار واضحاً كذب إدارة "بوش" التي شنت الغزو، وهي التي روجت لنصر سريع و ديمقراطية على الطريقة الغربية قادمة لحكم العراق و مشاريع إعادة إعمار سريعة و حرب ستخلف عدد قليل من الضحايا.

كل هذه الدعاية سقطت سريعاً عندما أرتفعت تكاليف هذا الغزو على مدار سنوات عدة.

فحسب وثائق جامعية لبحث أجرته جامعة "براون" الأمريكية تحت إسم "مشروع تكاليف الحرب"، إن كل إفتراضات إدارة جورج بوش التي حملت الكثير من إشارات التفاؤل تقابلها على  أرض الواقع حقائق مؤلمة.

 مثل سجلات وفيات كبيرة وهم ضحايا بين مدنيين وعسكريين  الذين قدروا حسب الدراسة بنحو 250000 إنسان ودمار واسع في البنية التحتية للدولة العراقية.

كما بلغت تكاليف الحرب على الخزينة الأمريكية بأخر تقدير قرابة 2.89 تريليون دولار.

وتشير بعض الدراسات إلى إمتداد تأثير هذا الغزو لداخل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تواجه واشنطن تنامي مخيف في قيمة الدين العام حيث كان قبل 20 عاماً يقدر ب 6،4 تريليون دولار ليصل في عام 2022 لحدود ٢٣ تريليون دولار بزيادة نسبة 39٪.

كيف دمر الغزو اقتصاد البلاد

بشكل عام إن مرور 20 عاماً على غزو العراق يشكل ذكرى مؤلمة و صعبة بسبب النتائج الكارثية التي بات يواجهها المواطن العراقي.

 من خلال أزمات سياسية وإرتفاع نسبة الفقر و إنعدام الأمن والفساد الإداري المنتشر في كل القطاعات الحيوية.

و لا يغيب عن فكر المواطن فضيحة إختفاء مليارات الدولارات من حسابات ضريبية لوزارة المالية العراقية في الفترة الماضية ومحاولة إستعادة هذه الأموال التي بات معظمها خارج البلاد.

وعشية حلول ذكرى الغزو هذا العام أدلى رئيس الوزراء العراقي الحالي "شياع السوداني" بتصريح خلال مؤتمر في العاصمة بغداد تجنب فيه بشكل عام ذكر الغزو الأمريكي المشؤوم وركز فقط على أن السنوات الماضية سببت الألام وزادت معاناة الشعب الذي طال ممتلكاته تخريب ممنهج لكنها أدت حسب زعمه إلى التخلص من نظام صدام حسين الدكتاتوري.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -